بقلم أحمد ايهاب سلامة -
رغم صغر سني اذكر ان السنين الفائتة التي ولت على وطننا الحبيب لم تكن جميلة ليأتي القادم اجمل في ظل ظروف اصعب من السابقة تؤكد أن التأمل بقادم اجمل مجرد حلم من الصعب تحقيقه.
حين يكون نصف الشعب مديونا ومسجونا في قضايا مالية، وتصبح مديونية الدولة اكبر من الناتج المحلي للدولة فمن الصعب جداً القول ان القادم افضل.
وحين يصبح غالبية شباب الوطن عاطلين عن العمل، وارباب الأسر لا يملكون قوت يومهم لاطعام ابنائهم فلن يكون هناك مستقبل افضل واجمل .
وحين ينقسم المجتمع الى فقراء يعيشون تحت الحضيض، ومستكرشون ينعمون بثرائهم الفاحش من خيرات الوطن، فعن اي قادم جميل نتحدث ؟
القادم اسوء .
لقد انقسم المجتمع الى طبقتين فقط، برجوازية تمتلك كل شيء، وفقيرة معدمة عاجزة، وتلاشت الطبقة الوسطى وحدث اختلال مهول في تركيبة المجتمع الاردني الذي يحلم بقادم افضل.
لقد أوصلت الظروف المعيشية الصعبة المواطنين من ارتفاع اسعار الوقود والسلع الرئيسية الى الديون والبطالة والى مرحلة نفسية صعبة أفقدتهم الامل واحبطتهم
وما زلنا نغني بان القادم اجمل.
قابلت رجلا بالامس بان عليه الاسى وأخذ يكلم نفسه في الشارع وينظر الى السماء والدمعة في عينيه، فسألته ما بك يا عم ؟ هز رأسه لي وقال : ان جده اخبر والده قبل قرن من الزمان بان افضل ايام الاردنيين لم تأت بعد!
اضاف أن والده اخبره بذات الامر، وقال : ها أنا اخبرك بدوري يا بني ان افضل ايام الاردنيين لم تأت بعد!